"المستقبل الواعد" من منظور عسكري استراتيجي

من منظور عسكري استراتيجي تعتبر عملية "المستقبل الواعد" التي نفذتها القوات الجنوبية خلال الأيام القليلة الماضية لتطهير وتأمين وادي حضرموت والمهرة وصولا إلى الحدود مع سلطنة عمان والمملكة ومع محافظتي مأرب والجوف اليمنيتين، تعتبر عملية أمنية ناجحة بكل المقاييس.

لا حاجة لإيراد كافة التفاصيل عن هذه العملية النوعية التي حققت كامل أهدافها بكفاءة عالية ووقت قياسي.

أستطيع التأكيد على ما يلي:

أولًا: أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والقيادة العسكرية الجنوبية قد أدارت العملية بحنكة سياسية فائقة وبغطاء اعلامي محترف -رغم بعض الاجتهادات الفردية العفوية-، وبقدرة عالية من القيادة والسيطرة.

ثانيًا: تم استخدام أمهر فنون القتال بكل أشكاله في كل مراحل العملية بدءًا من الحشد مرورا بالحركة وانتهاء بالحسم والسيطرة والتأمين والتعامل مع الخصوم وفقا لقوانين وقواعد الحرب، وهو ما احرج واربك الخصوم ورفع من معنويات الأنصار وآثار ارتياح الحلفاء والأصدقاء.

ثالثًا: كان للتأييد الشعبي والحاضنة الشعبية دورا غاية في الأهمية لنجاح العملية.

رابعًا: تعامل التحالف العربي وعلى رأسه المملكة مع هذه العملية ومع مجمل التطورات بروح مسؤولية عالية منبعها الحرص والفهم والتقدير العاليين للدواعي الأمنية والجيوسياسية لهذه العملية التي كانت مؤجلة حتى يأتي أوانها وتنضج ظروفها.

بهذه العملية تكون القوات الجنوبية قد استكملت تقريبا السيطرة الأمنية على كل مساحة الجنوب.

ويبقى أن نشير إلى أن تأمين الانتصار والحفاظ عليه لا يقل أهمية عن الانتصار نفسه ، وهو ما يتطلب تفعيل ومضاعفة الجهد المجتمعي والبنيوي والاستخباراتي والسياسي والإعلامي والدبلوماسي، ورفع اليقظة القتالية والحس الأمني لدى كافة الجهات وأبناء شعب الجنوب وقواته المسلحة، ومواصلة السير بانضباط وتنظيم خلف قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي حتى الوصول بإذن الله إلى بر الأمان والاستقلال التام... إلخ.