ريال مدريد يفرّط في لاعبه رينيير جيسوس مجاناً لصالح أتلتيكو مينيرو

يستعد لاعب خط وسط ريال مدريد، رينيير جيسوس، للانتقال إلى نادي أتلتيكو مينيرو البرازيلي في صفقة مجانية، بعد خمس سنوات من انضمامه إلى النادي الإسباني مقابل 30 مليون يورو (نحو 33 مليون دولار)، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».
ومن المتوقع أن يوقّع اللاعب البرازيلي البالغ من العمر 23 عاماً، عقداً يستمر حتى ديسمبر (كانون الأول) 2029، مع احتفاظ ريال مدريد بنسبة 50 في المائة من قيمة أي صفقة بيع مستقبلية. وكان من المقرر أن ينتهي عقده الحالي مع النادي الملكي في صيف العام المقبل، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».
وكانت الشبكة قد أفادت في 28 يوليو (تموز) بأن رينيير سيتدرب مع الفريق الرديف لريال مدريد «كاستيا»، في ظل عدم وضوح مستقبله، وذكرت في تقرير «صفقات الانتقالات» أن أتلتيكو مينيرو هو الأقرب لضمه، إلى جانب نادي فلامنغو؛ فريقه السابق في البرازيل.
وقال باولو براكيس، المدير التنفيذي المسؤول عن الصفقة في أتلتيكو مينيرو، لـ«The Athletic»: «أنا على تواصل مع طاقم اللاعب وإدارة ريال مدريد. الصفقة لم تُحسم بنسبة 100 في المائة بعد، لكنها تسير في اتجاه إيجابي».
وانضم رينيير إلى ريال مدريد في عام 2020 وسط اهتمام من أندية إنجليزية مثل مانشستر سيتي، لكنه خرج معاراً منذ ذلك الحين إلى أربعة أندية: بوروسيا دورتموند، وجيرونا، وفروسينوني الإيطالي، وأخيراً غرناطة.
لم يُسجّل أي ظهور مع الفريق الأول لريال مدريد، واكتفى بثلاث مشاركات مع الفريق الرديف. وفي الموسم الماضي، خاض 25 مباراة مع فريق غرناطة في دوري الدرجة الثانية الإسباني، سجّل خلالها هدفاً واحداً وصنع أربعة أهداف.
مثّل رينيير المنتخبات البرازيلية في مختلف الفئات العمرية، وسجّل ثلاثة أهداف مع منتخب تحت 23 عاماً. كما تُوّج بالميدالية الذهبية مع منتخب بلاده الأولمبي في دورة طوكيو المؤجلة، والتي أُقيمت عام 2021.
وجاء التوقيع مع رينيير بعد ضم فينيسيوس جونيور ورودريغو، كجزء من استراتيجية واضحة لريال مدريد تهدف إلى اجتذاب أبرز المواهب الشابة، لا سيما من البرازيل، بعد إحباط رئيس النادي فلورنتينو بيريز جراء خسارة نيمار لصالح برشلونة في 2013. لكنّ رينيير يغادر الآن دون أن يسجّل أي مشاركة مع الفريق الأول، بعد مسيرة لم تُكتب لها البداية الفعلية.
وتسبّبت جائحة «كوفيد-19» في تعطيل انطلاقته مع النادي؛ إذ بدأ مع فريق «كاستيا» وسجّل هدفين وصنع هدفاً آخر، قبل أن تتوقف المنافسات في مارس (آذار) من العام ذاته. وعند استئناف النشاط بعد ثلاثة أشهر، استدعاه المدرب زين الدين زيدان للتدريب مع الفريق الأول، لكنّ التقييم الفني أظهر أنه لا يملك مكاناً في التشكيلة، رغم تفوّقه على مستوى الرديف.
انتقل بعد ذلك إلى بوروسيا دورتموند على سبيل الإعارة لمدة عامين، لكن تجربته في الدوري الألماني لم تسر كما خُطط لها. فكّر في قطع الإعارة في يناير (كانون الثاني) 2021 بسبب قلّة دقائق اللعب؛ إذ شارك في 19 مباراة فقط في موسمه الأول، بمجموع 340 دقيقة.
لاحقاً، أبدى دورتموند اهتمامه بضمه بشكل دائم، لكن ريال مدريد رفض العرض. وفي أغسطس (آب) من نفس العام، شارك مع البرازيل في أولمبياد طوكيو وفاز بالميدالية الذهبية، لكنه لعب فقط 405 دقائق في 20 مباراة خلال موسمه الثاني في ألمانيا.
وفي موسم 2022-2023، حاول استعادة مستواه عبر الإعارة إلى نادي جيرونا الإسباني، لكن الإصابات أعاقت تطوّره. وفي الموسم التالي، خاض تجربة جديدة مع نادي فروسينوني الإيطالي، وسجّل ثلاثة أهداف وصنع هدفين خلال 23 مباراة، قبل أن يهبط الفريق إلى الدرجة الثانية.
أما رحلته الأخيرة مع غرناطة في الموسم الماضي، فلم تكن أفضل حالاً؛ إذ شارك بانتظام في بداية الموسم، لكنه خرج من حسابات الفريق في النصف الثاني، في ظل تغيّر المدربين ثلاث مرات، وانتهى الموسم بخيبة أمل مع فشل الفريق في بلوغ ملحق الصعود.
وهكذا، تكون هذه النهاية الباهتة هي امتداد لسلسلة من البدايات غير المكتملة في مسيرة لاعب وُصف يوماً بأنه من أبرز المواهب البرازيلية الصاعدة.