شركات التكنولوجيا تتسابق نحو "بيربلكسيتي".. ما سر هذا الاهتمام؟

في ظل اشتداد المنافسة على صدارة الذكاء الاصطناعي، بدأت شركات تكنولوجية كبرى مثل أبل وميتا تبدي اهتمامًا متزايدًا بشركة "بيربلكسيتي" الناشئة التي بدأت تفرض نفسها كأحد أبرز لاعبي الجيل الجديد في تقنيات البحث التفاعلي.

تحديات تواجه الكبار
تسعى أبل إلى تعزيز قدراتها في الذكاء الاصطناعي بعد تأخر إطلاق العديد من الميزات التي وعد بها المستخدمون وعلى رأسها تطوير مساعدها الرقمي "سيري"، كما تواجه الشركة دعوى جماعية من مساهمين يتهمونها بالتقليل من حجم التأخير الحقيقي في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما انعكس سلبًا على مبيعات "آيفون" وسعر السهم.

أما ميتا فعلى الرغم من استثماراتها الضخمة في هذا المجال تعاني من نقص في الكفاءات القادرة على دعم طموحها في الوصول إلى ما يعرف بـ "الذكاء الفائق"، وعلى مدار العام الماضي، حاول مارك زوكربيرغ، استقطاب خبراء من شركات منافسة مثل "OpenAI" عبر عروض مالية مغرية لكن النتائج لم تكن مرضية.

خطوات استثمارية وتحركات غير مكتملة
ضمن استراتيجيتها لتعزيز بنيتها في الذكاء الاصطناعي، استثمرت "ميتا" مؤخرًا أكثر من 14 مليار دولار في شركة "Scale AI" ، مما منحها حصة تقارب 49%، كما انضم رئيس "Scale AI" إلى فريق الذكاء الفائق داخل "ميتا"، وقبل ذلك دخلت الشركة في مفاوضات مباشرة مع "بيربلكسيتي" للاستحواذ عليها، لكنها لم تكلل بالنجاح.

وفي موازاة ذلك، ناقشت "أبل" داخليًا إمكانية تقديم عرض استحواذ على "بيربلكسيتي" خصوصًا مع رغبتها في إدماج قدرات بحث ذكية داخل متصفحها "سفاري" في خطوة تهدف لتعويض التأخر في هذا السباق التقني.

ما الذي يجعل "بيربلكسيتي" جذابة؟
تأسست "بيربلكسيتي" عام 2022 وسرعان ما تحولت إلى واحدة من الشركات الرائدة في تقديم تجربة بحث مختلفة، تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، فهي لا تكتفي بعرض روابط تقليدية بل تقدم ملخصات مدعومة بالمصادر وتوجه المستخدم لصياغة استفسارات أكثر دقة.

المنصة تلقى دعمًا من أسماء ثقيلة مثل جيف بيزوس وشركة "إنفيديا"، وصندوق "سوفت بنك"، وتسعى لتغيير قواعد اللعبة في قطاع البحث خاصة مع تراجع الثقة في نتائج "جوجل" المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي باتت تعاني من مشكلات دقة في خدمات مثل "AI Overviews" .

ميزة تنافسية متعددة الأبعاد
إحدى أبرز نقاط القوة لدى "بيربلكسيتي" هي قدرتها على العمل بعدة نماذج لغوية إلى جانب تطويرها نموذجها الخاص "Sonar" القادر على معالجة النصوص والصوت والصور، مما يمنحها مرونة عالية ويجعلها أكثر من مجرد محرك بحث.

بحلول منتصف 2024، كانت الشركة قد جذبت أكثر من 15 مليون مستخدم، في مؤشر على تزايد الثقة بمنتجها، خاصة في ظل نظامها الواضح في عرض المصادر وتصميمها البسيط والجذاب الذي يتماشى تمامًا مع بيئة "iOS" من أبل.

فرصة جاهزة للاندماج
من النقاط الجاذبة أيضًا أن "بيربلكسيتي" تمتلك فريقًا صغيرًا لا يتعدى 250 موظفًا، مما يسهل عملية الدمج داخل أي شركة كبرى، كما أن تقييمها الحالي الذي يبلغ نحو 14 مليار دولار لا يعتبر عبئًا ماليًا كبيرًا مقارنة بحجم استثمارات "ميتا" مثلًا في شركات أخرى.